بسم الله الرحمن الرحيم .
....بعدما أظلت غيمة الظلم والقهر على أرضنا وعلى بلادنا .... أنبتت الأرض من مائها شبابا قساة ، شباب شداد أبناء عمر وأبي بكر ... أنبتتهم الأرض وقامت تتحجر بعد خروجهم لشدة صلابتهم و قوتهم ... خرجو من الأرض باحثين عن أرض جديدة ..تحمل أحلامهم وأفكارهم .. خرجوا وهم يرون الطريق الجديد ، نعم فقد رسموه رسموا طريق الوصل على طريقتهم ، هناك من حاول أن يغير بعض الذي قاموا برسمه ،فأغراهم يتلك الجميلة .. هي نحيلة حسناء عليها من الزينة ما يأخذ الألباب ويسرق الأذهان .. حاولت الإقتراب منهم فمدت يدها إلى أولئك الشباب الذين ما كان منهم الى ان غضوا الطرف مسرعين ، خوفا من الوقوع بمعصية لا خروج منها ، صرخت الحسناء وقالت :"هيت لك." فابتسم أولهم وقال قوله تعالى :" وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ." ،فاختفى الحلي الذي كان يستر ذاك الجسد ،فنظرت مسرعة الى الثاني راجية منه الرد لعل ما فقدت يعود فقالت :" هيت لك ":،فابتسم وهو ينظر الى أخيه وقال قوله تعالى :"قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين".وفي لحظات اختفى ذاك الرداء الجميل وعاد باليا ،،فنظرت الحسناء الى ثالثهم وصرخت :" تعال !! أرجوك ..هيت لك ". فضحك ثالثهم وهو ينظر الى أخويه وقال قوله تعالى :" ..والباقيات الصالحات خير وأبقى ".،فإذا بذلك الحسن يصبح تراب ..وتفتت الجمال ....،
....قال رجل كان ينظر إليهم من بعيد .. رجل كان يراقب ما يحدث ويفكر بما سيحدث فقال لنفسه :"أوهكذا هي الدنيا ...!! سراب وخيال .. بثوان قضيت أمام أولئك الشبان..فقرر معرفت سر هذه الثلة التي إستطاعت الصبر أمام تلك العيون والصبر على جمال وحسن تلك الحياة .. وهجرها ببضع كلمات لم يفهمها حتى الآن !!؟؟.. ما هي تلك الكلمات التي جعلتهم يتركوا ذاك الحسن ؟؟ ما خلف هذه الحروف حتى ضحوا بتلك الحسناء لأجلها؟؟؟؟...
ظل ورائهم ... فرآهم وهم يفترشون الأرض ويلتحفون السماء ، رأى أولهم كيف يغشى عليه من بكاء ساعات السحر ، والثاني صاحب اللون الشائب لكثرة الصيام والشفتان لا تتوقفان عن الذكر والحمد والتسبيح ، والثالث كيف فقد حبيبتاه من دموع الحسرة على أمة كان يحلم بوجودها ولم يجد ، ... ذرف ذاك الرجل دمعتان لم يزد عليها ولكن هناك حرقة ظلت في القلب على هؤلاء الشباب .. من لهم ؟؟ من يساندهم .. زا د في البكاء ...أخرج ذلك الصوت الحزين..واشتد البكاء حتى كاد يكشف سره أمام الشبان فالصوت حرك شيئا من قلبه فوصل الى قلوبهم ...بحثوا عن صاحب ذاك الأنين ،،صرخوا : هل من أخ ٍِِ يتألم ؟؟ لا تخف نحن لك عون !! نحن سندك ..؟؟!!". تذكر الرجل قوله من قبل من لهم السند .. ورآهم السند له .. فصرخ ذاك الصوت الذي ما كان له أن يعود ,,, ذهبوا إليه ,, وجدوه أرضا ...فصرخ أولهم ..وهو يبكي ..ما بالك وما أصابك قل يا أخي !!؟.. جاء الثاني وقال .. إن أردت الطعام أو الشراب فكله فداك !!... جائه الثالث يتلمس قائلا .. فقدت حببتاي ووالله لو كانتا لدي لفديتك بهما .. ولكن ما أصابك يا أخي؟؟!! ...فزاد ذاك الرجل البكاء وقال بصوت يودع ..:" عجبا لأمركم ما صنعتم بي .. جعلتموني أرى نفسي عدوا لي ...تركت حياتي وأردت معرفت سركم سر الذي يبكى ساعات الليل وها هو الآن يبكي علي .. وسر صاحب اللون الشاحب .. والآن يفدني بالطعام والشراب...وسر ذاك الكفيف فقد حبيبتاه و لو ملكهم لفداني بهما .. أريد معرفت سركم فقد قتلتموني يوم هجرتم الحسناء والآن تعطونني أسباب حياتكم .أرجوكم أجيبوني ما خطبكم ؟؟؟؟
سقط الأول أرضا وقال ... خرجت من بطن الأرض باحثا عن الأرض التي ستحمل اسم الخلافة...أبكي على نفسي بكل ليل لأن يوما من عمري قضي ولم أجد الأرض بعد ..ووالله ما أردت الحياة فالآخرة خير وأبقى ...وسقط الآخر قا ئلا ...ما أحببت الطعام يوما .. ولا أردته لنفسي ولكن لإسكات كلب الجوع الذي يعوي في أحشائي .. ووالله ما أردت الحياة فالآخرة خير وأبقى .. وسقط أخرهم وقال :ما أردت حبيبتاي ولا تمنيت بقائهما ولكن رجوت حبيبان آخران ... أردت حب الرحمن ورضاه ... ووالله ما أردت الحياة فالآخرة خير وأبقى .....
قال الرجل المودع .. أأكون منكم ..؟؟ أأصبح منكم ولكم ..؟؟ فالآن فهمت السر .. فلك يا قلبي أن تموت ولك يا جسدي أن تفني فهناك حياة أجمل لا يبدلها كلا م ولا تغيرها حروف ....وأغمضت عيناه ...
توقف عن الكلام ...فأمسك الأول بيده وهو ممدد على إحدى تلال الأرض:" نعم لك أن تكون منا .. ولما لا وقد هجرت الدنيا وإيانا ...وأغمضت عيناه ....توقف عن الكلام .. فأمسك الثاني بيده وقال:" لا تحزنوا يا إخوتي.... لقائنا قريب ..ولنا إن شاء الله لقي الحبيب .. وأغمضت عيناه ... توقف عن الكلام ..فأمسك الثالث بيده ..وقال أنا معكم لا تتركوني فكلنا سواء .... ولعل الله يريني عنده ما حرمني منه في هذه البالية .... يا رب اجعل أرضنا على ما يرضيك ........وتفتحت عيناه ... رأى المطر وقد بدأ ينهمر ليطهر الأرض من الرجس .... لثوان .. ,أغمضت عيناه ... وتوقف عن الكلام ....... وها هي أجسادهم قد اجتمعت عند بارئها تنتظر حساب ولقاء ونظرة ....حاولت أجيال كثيرة البحث عن تلك الأرض التي أخرجت هذه الأمثال لعلهم يخرجون من أصلابها من يشبههم ... وظلوا يبحثون وهم لا يدرون أن الأرض هي أقرب اليهم من أبائهم وأمهاتهم .. لا يعلمون أن الأرض هي التي يمشون عليها .. ظنوها سراب ولم يدروا أنها حقيقة وأنها أقرب إليهم من حبل الوريد ... ولم يعلموا أن الأرض مزروعة بأمثالهم وأبنائهم ... ولكنها تنتظر الغيمة التي ستمطر ماءا ً يخرجهم من جديد ....
الرئيسية 
