العبد الفقير
عدد المساهمات : 196 نقاط : 449 تاريخ التسجيل : 20/10/2009
| موضوع: هل يبنى إنكار المنكر على الظنون ؟ الثلاثاء مارس 16, 2010 3:05 pm | |
| قال (سلطان العلماء ) عز الدين بن عبد السلام رحمه الله تعالى: ( فإن قيل: هل يبنى إنكار المنكر على الظنون ؟ قلنا: نعم؛ الإنكار مبني على الظنون كغيره. · فإنا لو رأينا إنسانا يسلب ثياب إنسان لوجب علينا الإنكار عليه بناء على الظن المستفاد من ظاهر يد المسلوب. · وكذلك لو رأيناه يجر امرأة إلى منزله يزعم أنها زوجته أو أمته وهي تنكر ذلك لوجب علينا الإنكار عليه؛ لأن الأصل عدم ما ادعاه. · وكذلك لو رأيناه يقتل إنسانا يزعم أنه كافر حربي دخل إلى دار الإسلام بغير أمان وهو يكذبه في ذلك لوجب علينا الإنكار؛ لأن الله خلق عباده حنفاء، والدار دالة على إسلام أهلها لغلبة المسلمين عليها. فإذا أصابت ظنوننا في ذلك فقد قمنا بالمصالح التي أوجب الله علينا القيام بها وأجرنا عليها إذا قصدنا بذلك وجه الله - تعالى -. وإن اختلفت ظنوننا أثبنا على قصودنا وكنا معذورين في ذلك ، كما عذر موسى عليه السلام في إنكاره على الخضر خرق السفينة وقتل الغلام وبالغ في إنكاره بقسمه بالله في قوليه: {قَدْ جِئْتَ شَيْئاً إِمْراً}، {لَقَدْ جِئْتَ شَيْئاً نُكْراً}. ولو اطلع موسى على ما في خرق السفينة من المصلحة، وعلى ما في قتل الغلام من المصلحة، وعلى ما في ترك السفينة من مفسدة غصبها، وعلى ما في إبقاء الغلام من كفر أبويه وطغيانهما لما أنكر عليه ولساعده في ذلك وصوب رأيه، لما في ذلك من القربة إلى الله - عز وجل - ). قواعد الأحكام في مصالح الأنام - 2 / 49 ـ | |
|