يقول الصينيون في حكمةٍ يرددونها : (( أن الذي لا يعرف كيف يبتسم لا ينبغي له أن يفتح متجرا ً )) .[b]
وصدق من سمى الإبتسامة سفيرة القلوب ، لذلك ترى كأن الوجه الباسم باب
مفتوح أمامك ، كما أن الوجه العابس باب موصد ، وقد كان النبي صلى الله
عليه وسلم كثير التبسم وكان يمزح ولا يقول الا حقا ً .
أَخْرَجَ التِّرْمِذِيُّ وَحَسَّنَهُ مَرْفُوعاً مِنْ حَدِيثِ أَبِي
ذَرٍّ: (تَبَسُّمُكَ فِي وَجْهِ أَخِيكَ صَدَقَةٌ لَكَ ، ... الحديث ) .
وثبت أيضا ً أن الضحك والإبتسام من أقوى الأسباب الدافعة للإنتاج
والفاعلية ، والمقصود هنا الضحك المعتدل الذي يُبعد الإنسان عن السآمة و
الملل ، ويكون بمقدار ما يُعطى الطعام من الملح ، فلا ينبغي أن يستكثر
الرجل من هذا حتى يُعرف بالمزاح ويكون هذا ديدنه وهجيراه ، فتُخرم بذلك
مروءته ، وتسقط هيبته .
ولربما مَزَحَ الصديقُ بمزحة ٍ..كانت لبدْءِ عَـداوة ٍ مفتاحا ً
وقد قيل : أن الضحك المحمود ، ماكان في وقته ِ ، بلا قهقهة عابثة ولا
اسفاف في الطرح ولا إكثار ، ولذلك أحببت ُ أن أجمع بعض الطرائف ، محاولا ً
كسر السآمة و إقصاء الملل بعض الشيء .....
قيل لأعرابي مايمنعك أن تغزو ؟
قال : والله إني لأبغض الموت على فراشي فكيف أمضي إليه ركضا ً .
سرق أعرابي اسمه موسى صرة فيها دراهم ، فدخل أحد المساجد ليختلط بالناس ،
وقد ضجت أصوات المصلين بقولهم آآآآآمين ، كبر السارق ودخل في الصلاة فقرأ
الإمام من سورة طه{وما تلك بيمينك يا موسى} .
فقال الاعرابي : والله إنك لساحر ، ثم رمى الصرة وهرب .
دخل أبو دلامة المشهور بالدعابة ، على زوجة الخليفة السفاح ليعزيها في
وفاته ، وكان نديما ً له ، فقالت والله ما أُصيب بالخليفة غيري وغيرك ،
فقال لها : لم يصب به أحد سواي ، أنتِ لك منه ولد تتسلين به ، و أنا ليس
لي منه ولد ، فضحكت ولم تكن ضحكت منذ أن مات الخليفة ، وقالت له : أنت لا
تدع أحداً ألا أضحكته .
سكن بعض الفقهاء في بيت استأجره ، وكان سقفه يقرقع في كل وقت .
فجاءه صاحب البيت يطلب الأجرة ، فقال الشيخ : أصلح السقف فإنه يقرقع !
قال صاحب البيت : لا تخف فإنه يسبح لله .
فقال الشيخ : أخشى أن تدركه الخشية فيسجد .
قال الفلاح لامرأته : إذا مت فتزوجي جارنا ، فقالت له : ولماذا ؟
قال : لقد باعني في السابق بقرة مغشوشة ، ولم أنتقم !
نظر أبو شراعة العتبي في المرآة فرأى دمامة وجهه ، فقال : الحمدلله الذي لا يحمد على مكروهٍ سواه .
أُخذ رجل ادعى النبوة أيام الخليفة المهدي بن المنصور ، فأُدخل عليه ، فقال له : أنت نبي ؟
قال : نعم ، قال : وإلى من بُعِثت ؟
قال : أوتركتموني أذهب لأحد ؟ ساعة مابُعِثت وضعتموني في الحبس .
قالت إحدى زوجات عالم آثار لصديقاتها : إن عالم الآثار هو خير زوج تحظى به
أية امرأة ، لأنها كلما تقدمت هي في السن ازداد شغفه واهتمامه بها .
قال رجل لبيرناند شو بسخرية : أليس الطباخ أنفع للأمة من الأديب ؟
فقال : الكلاب تعتقد ذلك ! .
وقال كاتبٌ مغرور له : نحن أفضل منك ، أنت تبدع بحثا ً عن المال ، ونحن نبدع بحثا ً عن الشرف والكرامة .
فأجابه برناند شو بهدوء : لك الحق ، فكل منا يبحث عما ينقصه .
رأت إحدى الراقصات ، الأديب المشهور يركب سيارته المتواضعة ، وهي تركب
سيارتها الفخمة ، فقالت له : بص الأدب عمل فيك ايه ، فقال لها : وبصي قلة
الأدب عملت فيكِ ايه !
تزوج أعمى امرأة ، فقالت له : لو رأيت بياضي وجمالي لعجبت!
فقال : لو كنتِ كما تقولين ماترككِ المبصرون لي .
قيل : كان أعرابي يصلي ، فجعل بعض الناس يمدحونه ويثنون على صلاته و
يصفونه بالصلاح والتقوى ، فالتفت إليهم أثناء الصلاة وقال : وفوق ذلك أنا
صائم اليوم .
سأل رجلٌ ، بشار بن برد وكان بشار أعمى : ما أخذ الله بصر أحد إلا عوضه بخير منه ، فما عوضك ؟
فقال بشار: بأن لا أرى أمثالك .
كان حافظ إبراهيم جالس في حديقة منزله بحلوان ، فدخل عليه الكاتب الساخر
عبدالعزيز البشري فقال حين جلس : شُفتك من بعيد ، فـفـتكرتك وحده ست .
فقال حافظ : يظهر إنه نظرنا ضعف ، أنا كمان شُفتك وانت جاي فـفـتكرتك راجل !!
كان الأديب المصري الفكاهي فكري أباظه يتمشى مع صديق ٍله في أحد شوارع
القاهرة أيام الحرب العالمية ، وكان الحديث عن ارتفاع الأسعار في المواد
الغذائية : فالسكر كان سعره كذا وارتفع الى كذا ، واللحم والحبوب ، وبينما
هما في هذا الحديث إذا بهما أمام أطفال في الكتاتيب ، وإذا بالإستاذ يسأل
أحد الصبية : سبعة في سبعة كم يا واد ؟
فأجاب الولد : 59 .
فالتفت فكري أباظة إلى صديقه وقال : ودي طول عمرها كانت بسبعة واربعين ، أديها غِليِت كمان .
قالت امرأة لرجل وهما يتجادلان : لو كنت زوجتك لوضعت لك السم .
فأجابها الرجل: ولو كنتُ زوجكِ لشربت السم .
أسرت قبيلة مزينة في الجاهلية ، ثابت بن المنذر الخزرجي والد حسان ، وقالوا : لا نأخذ فداءه إلا تيسا ً.
يريدون بذلك تحقيرة ، فغضبت الخزرج ، وقالوا لا نفعل هذا .
فأرسل إليهم ثابت أن اعطوا مزينة أخاهم (التيس) وخذوا أخاكم ، فسموا بعد ذلك ( مزينة التيس ) .
وختاما ً : سبحانك اللهم وبحمدك ، نشهد أن لا إله إلا أنت ، نستغفرك ونتوب إليك .