الشيخ المقاوم الشهيد عبد الرزاق الأسمر .
الشيخ الشهيد عبد الرزاق الأسمر كان شوقه دائماً نحو أولى القبلتين.
كل الاتجاهات عنده كانت تصب في اتجاه واحد هو القدس؛ مسرى الرسول الأكرم، ولهذا كان حاسماً دئماً في اعتقاده الإيماني الراسخ الذي منه تنطلق أو تتشعب خياراته السياسية.
"السياسة" عند الشيخ الشهيد هنا لم تكن في المعنى الذي يراه عامة الناس، و"السياسة"، أي "الشطارة والفهلوة، والانتهازية، واقتناص الفرص، والمال أيضاً".. فتلك تكاد تكون عنده من المحرمات.
هو كان عقائدياً في إيمانه، لأن {أكرمكم عند الله أتقاكم}، وهو في فهمه لحرية الإنسان كان على سيرة السلف الصالح، ومنهم الفاروق عمر، الذي يرفض استغلال الإنسان لأخيه الإنسان، إذ "متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحراراً".
الشيخ الشهيد كان جهادياً بكل ما في كلمة الجهاد من معنى، لأنه "باب من أبواب الجنة فتحه الله لخاصة أوليائه".
ومن هنا، فالأمنية الكبرى للشهيد عبد الرزاق الأسمر كانت أن يستشهد على أرض فلسطين، وهو بدأ فعلاً رحلته الكبرى نحو الجنة، حينما بدأ المسيرة الجهادية على طريق الجلجلة على طريق أولى القبلتين وثالث الحرمين، فكان المقاوم والمجاهد الذي امتشق سلاح الحق والحرية في مسيرته نحو فلسطين، فشارك في عمليات للمقاومة ضد قوات الاحتلال الصهيوني، ولعل من العمليات النوعية للمقاومة الإسلامية وسرايا المقاومة التي شارك فيها ببسالة جهادية، كانت عملية "سجد" قبل اندحار العدو الصهيوني في 24 أيار عام 2000.
هذه هي نوعية الشيخ الشهيد المجاهد عبد الرزاق الأسمر، الذي رفض الفتنة، خصوصاً الفتنة بين اللبنانيين عموماً، والمسلمين خصوصاً، لأن دم المسلم على المسلم حرام، ولأن إغراق اللبنانيين بحروب العصبيات والدم حرام أيضاً.. ولهذا عمل دائماً لوأد الفتن ومنع حروب الأزقة والزواريب التي تُستغل لأن يقتل الفقراء بعضهم لحساب أولئك الطامحين والطامعين في الكراسي والسلطة، والذين لا يهمهم إن جلسوا على عرشها على جماجم الناس، أو بشراء الذمم والضمائر، وحاجات الناس وفقرهم.
بعد اغتيال اللواء وسام الحسن، حاول "أبطال" حروب الأزقة، وهدر الدم في غير موقعه، أن "يحرروا" العالم من منطقة فقيرة في طرابلس، هي أبي سمرا.
نزل إليهم الشيخ المجاهد، تحدث إليهم بالحسنى، ذكّرهم بمكارم الأخلاق..
عشرات المسلحين أرادوا "التحرير" من خلال ما صُدّر لهم أو زُيّن لهم بأنه يبدأ من مقر الأمانة العامة لحركة التوحيد الإسلامي، حاول إفهامهم بأنه ليس هذا طريق الإبل.. لكن "غليانهم" العصبي ضرب النخاع والأعصاب فعاجلوه وهو وحيد مسلح بإيمانه، برصاص غدرهم فهوى شهيداً.
وغداً وفي كل حين سيتذكره طلابه في المدرسة التي يعطي فيها دروسه الدينية، سيتذكره كل من كان يحضر صلاة الجمعة الجامعة، وخطبة المؤمن الشهيد.
رحم الله المجاهد الشهيد عبد الرزاق الأسمر؛ مدرس التربية الإسلامية، والمفتش التربوي في دار الفتوى، وعضو تجمع العلماء المسلمين، ومسؤول البرامج الثقافية في إذاعة التوحيد، ومسؤول التثقيف الديني في حركة التوحيد الإسلامي..
رحم الله خطيب مسجد العيرونية..
رحم الله الشيخ المقاوم الشهيد عبد الرزاق الأسمر وأسكنه فسيح جنانه..
"الثبات"
...
http://www.athabat.net/news/index.php/specialfiles/specialfiles/Opinion/6184-الشيخ-المقاوم-الشهيد-عبد-الرزاق-الأسمر.html