يقول الشيخ عبد الله الهروي :
« الغربة وهي على ثلاث درجات :
الدرجة الأولى : الغربة عن الأوطان ، وهذا الغريب موته شهادة ، ويقاس له في قبره من متوفاه إلى وطنه ، ويجمع يوم القيامة إلى عيسى بن مريم .
والدرجة الثانية : غربة الحال ، وهذا من الغرباء الذين طوبى لهم ، وهو رجل صالح في زمان فاسد بين قوم فاسدين ، أو عالم بين قوم جاهلين ، أو صديق بين قوم منافقين .
والدرجة الثالثة : غربة الهمة ، وهي غربة طلب الحق ، وهي غربة العارف , لأن العارف في شاهده غريب ، ومصحوبه في شاهده غريب ، وموجوده فيما يحمله علم ، أو يظهره وجد ، أو يقوم به رسم ، أو تطيقه إشارة أو يشمله اسم غريب . فغربة العارف غربة الغربة , لأنه غريب الدنيا وغريب الآخرة »( ) .
[ مسألة - 3] : في حقيقة الغربة
يقول الشيخ أرسلان الدمشقي :
« حقيقة الغربة : هي سقوط الأين ومحو الرسم »( ) .
[ من حكايات الصوفية ] :
يقول الشيخ ذو النون المصري :
« بينما أنا أمشي في البادية إذ لقيتني امرأة فقالت من أنت ؟
فقلت : رجل غريب .
فقالت : وهل توجد مع الله غربة ؟ »( ) .