لقد جئتك بهديّــــــــــــة
===============
إن خير ما أهدى الصاحب لصاحبه أن يهديه طريق الجنة
وأن يدلّـه على عمل صالح يَعظُم به أجره ، وتُكفّر به زلّته
وربما أهدى الأخ إلى أخيه والصاحب إلى صاحبه هدية معنوية فصارت أشهر من عَلَم !
مات ابنٌ لعبد الرحمن بن مهدي ، فجزع عليه جزعاً شديداً حتى امتنع عن الطعام والشراب ،
فبلغ ذلك الإمام الشافعي فكتب إليه أما بعد :
فَـعَـزِّ نفسك بما تـُعَـزِّ به غيرك ، ولتستقبح من فعلك ما تستقبحه من فعل غيرك ، واعلم أن أمضى
المصائبِ فقـْـدُ سرورٍ مع حرمان أجر ، فكيف إذا اجتمعا على اكتساب وزر ، وأقول :
إني مُعَزِّيكَ لا إني على طمع = من الخلود ولكن سـُنّة الـدِّينِ
فما المُعزِّي بباقٍ بعد صاحبه = ولا المُعزَّى ولو عاشا إلى حين
قال : فكانوا يتهادونه بينهم بالبصرة .
========================
وربما سافر الرجل الصالح فبلغه من الخير والأجر ما لم يبلغ صاحبه فقدِم عليه به كخير هدية
قال محمد بن واسع : قدمت مكة فلقيت بها سالم بن عبد الله بن عمر ، فحدثني عن أبيه عن جده
عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : من دخل السوق فقال : لا إله إلا الله وحده لا
شريك له ، لـه الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو حي لا يموت بيده الخير وهو على كل شيء قدير .
كَتَبَ الله له ألف ألف حسنة ، ورفع له ألف ألف درجة ، وبَنى له بيتا في الجنة .
قال محمد بن واسع : فقدمت خراسان فأتيت قتيبة بن مسلم ، فقلت : أتيتك بهدية ، فحدثته الحديث .
قال : فكان قتيبة يركب في موكبه حتى يأتـيَ السوق ، فيقولها ، ثم ينصرف .
قال الذهبي : إسناده صالح غريب . والحديث حسنه الألباني .
هكذا فرح محمد بن واسع بهذا الأجر العظيم فأهداه لذلك القائد العظيم فَعَمِلَ به
وما حمله مكانه من قيادة الجيش والإمارة أن يزهد في ذلك ألجر العظيم
======================
كم نزهد في هذا المليون ( ألف ألف ) ؟
وليس مليوناً واحداً فقط بل أكثر !
" كَتَبَ الله له ألف ألف حسنة ، ورفع له ألف ألف درجة ، وبَنى له بيتا في الجنة "
مليون حسنة
ومليون درجة
وبيتا في جنة عدن بجوار الرحمن
فهل أتيت صاحبك يوماً بمثل هذه الهديـة ؟!
========================
وهاك – الآن – هدية بل هدايا من مثل هدية محمد بن واسع
قال عليه الصلاة والسلام : من عاد مريضا لم يزل في خرفة الجنة . قيل : يا رسول الله وما
خرفة الجنة ؟ قال : جناها . رواه مسلم .
وقال : ما من مسلم يعود مسلما غدوة إلا صلى عليه سبعون ألف ملك حتى يمسي ،
وإن عاده عشية إلا صلى عليه سبعون ألف ملك حتى يصبح ، وكان له خريف في الجنة .
رواه الإمام أحمد والترمذي ، وصححه الألباني .
وهل رأيت أفضل من أن يُصلّي عليك ويدعو لك من لم يعصِ الله طرفة عين ؟
========================
وليس مَلَك ولا عشرة بل من عاد مريضا مُسلماً صلى عليه سبعون ألف ملك !
أرأيت كرامة هذا العمل على الله عز وجل حتى سخر هذا العدد من ملائكته تدعو لك ؟!
ألا يستحق أن يتهاداه الناس بينهم ؟
وكم نزهد في عيادة المرضى وإن كان لهم حق علينا ؟ بل ربما نستثقل هذه الزيارة أو نزور مجاملة !
وخذ هدية أخرى
قال النبي صلى الله عليه وسلم : من اتبع جنازة مسلم إيمانا واحتسابا ، وكان معه حتى يُصلي عليها
ويُفرغ من دفنها ، فإنه يرجع من الأجر بقيراطين ، كل قيراط مثل أحد . رواه البخاري ومسلم .
ماذا لو قيل لك : لك مثل جبل أُحد ذهباً ؟
أكنت تزهد فيه ؟!
==========================
ومنازل الجنة تُنال بالأعمال الصالحة
ومُجاوزة الصراط تحتاج إلى مثل هذا القيراط
وخذ ثالثة الهدايا من قول خير البرايا صلى الله عليه وسلم
" أيعجز أحدكم أن يكسب كل يوم ألف حسنة ؟
فسأله سائل من جلسائه : كيف يكسب أحدنا ألف حسنة ؟
قال : يُسبح مائة تسبيحة ، فيكتب له ألف حسنة ، أو يحط عنه ألف خطيئة . رواه مسلم .
قال النووي رحمه الله : " أو يحط عنه ألف خطيئة " هكذا هو في عامة نسخ صحيح مسلم "
أو يحط " بـ "( أو ) وفي بعضها : ( ويحط ) بالواو ، وقال الحميدي :
في الجمع بين الصحيحين : كذا هو في كتاب مسلم " أو يحط " بـ ( أو ) وقال البرقاني :
ورواه شعبه وأبو عوانة ويحيى القطان عن يحيى - الذي رواه مسلم من جهته - فقالوا :
( ويحط ) بالواو ، والله أعلم .
==========================
وسبق ما يُشبه هذا
وهو هنا :
هـُــنـــــا
ومن تأمل السنة وجدها زاخرة بمثل ذلك
فهل تُقبل مثل هذه الهدايا لو أُهديت ، أو يُزهد بها ؟
=========================