رغم ميزة العصر الذي نعيش فيه من توفر للمعلومات وتعدد مصادرالمعرفة
وانفتاح الشعوب عل بعض وتقارب الناس في التفكير والسلوك والعادات
برغم ذلك ،نجد ان بعض الناس بعيدين كل البعد عن الواقع وتلك الحياة الزاخرة
بالتغير والتنوع، وعندما تقترب منهم اكثر وتخالطهم تشعر انهم من كوكب آخر،
والغريب في الأمر ان هؤلاء الناس هم من المتعلمين والمهتمين بالنشاط الثقافي
كمايرون في انفسهم وكما يراهم اقرانهم ومن غبن بهم،ولذلك عادة ماينخدع
الكثيرين بسبب مظهرهم العلمي والمعرفي الذي يحيطون به انفسهم،كاقتناء الكتب
ومشاركتهم في الأنشطة التي تهتم بالجوانب الثقافية والاهتمامات الاجتماعية..وغيرها
مم جعل نوع من التناقض والازدواجية واضح بين مايدعونه من معرفة وبين مايصدر
منهم من سلوك وفعل يدل على الجهل وعدم الفهم .
ومن وجهة نظري البسيطة، اعتقد ان هذا التناقض الحاصل من قبلهم يعود الى عدم
ايمانهم بالفكرة والدورالذي اقحموا انفسهم فيه والقيام به،مع عدم امتلاكهم الفكر
الواعي وتذبذب في الهدف والرؤية لديهم.
ويضا بسبب تعصبهم لآرائهم ومعتقداتهم واعتبار من شذ عنها مشكوك في ولائه
وايمانه، وربما تعرضت للأحتقار والتصفية بسبب اختلافك معهم، حتى ولوكنت
قريب او صديق...
واذا كان الحال كذلك، فان اي مجتمع او شريحة من الناس قلت او كثرت،
يقودها هؤلاء، لايمكن ان تنعم برؤية نور التغيير والتقدم للأمام .
الا في حال علاج المجتمع منهم واستئصالهم، ويكون ذلك بالقطيعة الكاملة
مع كل ما يعطل ويعوق من حركة التغيير ويصيبها بالشلل.
وحتى يتعالج الجاهل من داء الثقافة ويتعالج المثقف من داء الجهل.
لأن ادعاء الجاهل للمعرفة مع جهل المثقف لدوره الحقيقي هو مرض
خطير يجب التخلص منه.[/size]