إن ما أصاب الكثير مجتمعاتنا الإسلامية المعاصرة من شقاء وما تعانيه من ويلات وما هوت إليه
من انحدار وانكسار عربا كانوا أم غيرعرب
ماهو إلا نتيجة لإهمال تعاليم ديننا وأوامر ربنا .
فلقد فرطنا فى كتاب الله : فتلوناه وقرأناه دون أن نع علومه ونجسد تعاليمه ونرضخ لأوامره وننتهى
بنواهيه . وتركنا سنة نبينا : فأمتنا أصولها وابتغينا الهدى فى غيرها ..
وأهملنا علمائنا فاحتضنهم من ليسوا منا فأناروا لهم ماكانوا فيه من ظلمات وأضاءوا لهم ما كانوا
يقبعون فيه من جهالات حتى ارتقوا فى كافة النواحى والمجالات . فتفوقوا علينا وألبسونا نحن
المسلمين وسائل الترف والكسل والإقبال على متع الدنيا وملذات الجسد وبثوا الفتن
والقلاقل والصراع بين النحل والمذاهب فانغمسنا فى الغفلة والجهل والضعف والإنحلال وانهمكنا
فى الظلم ومجافاة العدل حتى زللنا وهنا وضعفنا وفقدنا العزة والكرامة والمجد.
ولم نقدرفقه ديننا : واحتكمنا إلى غير ما شرع الله فبؤنا بالبوار والخسار .
لم نلتزم بنظم وتعاليم الإسلام المتكاملة والمترابطة فى العقيدة والعبادة والشرائع
والأخلاق والسلوك والمعاملات .......... إلخ
لم نع ما أمرنا الله به وما نهانا عنه وقد قال الله فى كتابه ومحكم آياته
{وَاحْذَرْهُمْ أَن يَفْتِنُوكَ عَن بَعْضِ مَا أَنزَلَ اللّهُ إِلَيْكَ}المائدة49
{ أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ }المائدة50
لم ندرك أن الإسلام هو الفجر الذى أنار وينير ظلمات الإنسانية وهو المشعل الذى أضاء
ويضىء كل جوانب الحضارة فخلطنا أحكامه بأحكام ما سواه وجعلنا أحكام المخلوق فى مصاف
أحكام الخالق وأهملنا فروضا وتكاليفا وأصولا فى شرع الله وغضضنا الطرف عنها وكأنها ليست
فى دين الله حتى فقدنا الأصالة والرسوخ والثبات وقد قال الله جل علاه
{أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ} البقرة85
{ فَأْذَنُواْبِحَرْبٍ مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ }البقرة279
ولهذا عم الظلم وساد الفساد فى المجتمعات الإسلامية بل وفى المجتمعات البشرية .. عمهم فساد فى
فطرهم وظلمة فى قلوبهم وكدر فى أفهامهم ومحق فى عقولهم وغلبت عليهم .. حتى ربى فيها
الصغير وهرم عليها الكبير
لم يدرك خلق وعبيد الله أنه مهما وصل العقل الإنسانى إلى درجة من النضج والكمال فإن إصلاح
البشرية لن يتأتى إلا إذا استقامت على شرع الله وتمسك الإنسان بمنهج الله وسار على هدى نبينا
محمد صلى الله عليه وسلم .وسيظل ارتكاس الإنسانية
فى أحضان المادية وستبقى الأزمات الأخلاقية طالما ظل الإنبهار ببريق
الحضارة الزائفة مسيطرا على العالم الإنسانى .
يقول سبحانه وتعالى
{ذَرْهُمْ يَأْكُلُواْ وَيَتَمَتَّعُواْ وَيُلْهِهِمُ الأَمَلُ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ }الحجر3
فالحمد لله الذى أنزل الفرقان على عبده وهزم جيش الضلال وجنده .
والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله المبعوث بالحق إلى كافة الناس والخلق
وعلى آله الذين عاهدوه على نصرة دين الله فوفوا بعهده ونصبوا أنفسهم لإظهار الحق وحفظه