كان هناك رجلٌ لا يبالي بظلم النّاس .
وفي يوم زفافه حدث الآتي :
دخل العروسان إلى منزلهما , وقدمت الزوجة العشاء لزوجها واجتمعا على المائدة .
وفجأة سمع الاثنان صوت دق الباب , فانزعج الزوج وقال غاضباً : من هذا الذي يأتي في هذه الساعة ؟ .
فقام الرجل ووقف خلف الباب وسأل : من بالباب ؟ .
فأجابه الصوت من خلف الباب : سائل يريد بعض الطعام ..
فغضب الزوج وقال:أجئت تزعج راحتنا ونحن في ليلة الزفاف ؟!!! ..
ففتح الباب و خرج إلى الرجل فضربه ضرباً مبرحاً , ثم طرده شر طردة ..
فمشى الرجل وهو ما يزال على جوعه والجروح تملأ روحه وجسده و كرامته ..
و لم يزد على أن قال ( حسبيَ الله ونعم الوكيل )
ثم عاد الزوج إلى عروسه وهو متضايق من ذاك الذي قطع عليه متعة الجلوس مع زوجته ..
وفجأة أصابه شيء يشبه المس وضاقت عليه الدنيا بما رحبت , فخرج من منزله وهو يصرخ ,
وترك زوجته التي أصابها الرعب من منظر زوجها الذي فارقها في ليلة زفافها ولكنها مشيئة الله ..
صبرت الزوجة واحتسبت الأجر عند الله تعالى , وبقيت على حالها لمدة خمسة عشر سنة .
.
وبعد خمسة أعوام من تلك الحادثة تقدم شخص لخطبة تلك المرأة , فوافقت عليه وتم الزواج
..
وفي ليلة الزفاف الأولى اجتمع الزوجان على مائدة العشاء ..
وفجأة سمع الاثنان صوت الباب يقرع , فقال الزوج لزوجته : اذهبي فانظري من ( العين السحرية )
فقامت الزوجة ونظرت من العين السحرية فوجدت رجلاً مسكيناً
فرجعت إلى زوجها وقالت له : مسكين يطلب المساعدة
فقام الزوج وفتح الباب فقال السائل : أريد بعض الطعام
فرجع الزوج إلى زوجته حيث تجلس على المائدة
ورفع المائدة بيديه وقال : سنعطيه من كل الأصناف التي نأكل منها
فذهب الزوج وأعطاه الطعام وأغلق الباب
ثمّ رجع إلى زوجته فوجدها تبكي بكاءً مريراً فسألها عن سبب بكائها
فقالت : هذا الرجل الذي أعطيته الطعام كان زوجاً لي من قبل خمسة أعوام
وفي ليلة زفافي منه , طرق سائل بابنا فخرج زوجي وضرب الرجل ضرباً موجعاً ثم طرده
ثم عاد إليَّ متجهماً ضائق الصدر , ثم أظنه جن أو أصابه مس من الجن والشياطين
فخرج هائماً لا يدري أين يذهب , ولم أره بعدها إلا اليوم
فانفجر زوجها باكياً ..
فقالت له : ما يبكيك ؟
.
فقال لها : أتعرفين من هو ذاك الرجل الذي ضربه زوجك ؟ فقالت : من ؟!.
فقال لها : إنه أنا ذلك الرجل
أغناني الله من فضله