لو أصر الطفل على اللعب والحركة وأحدث صوتاً وإزعاجاً داخل البيت وفي نفس الوقت أصرت الأم أو الأب على تسكيته وشل حركته ليتسنى لهما متابعة البرامج التلفازية واتهم الطفل البريء أنه عنيد مزعج فمن يا تري العنيد ؟ هل هو هذا الطفل الذي من طبعه وغرائزه أن يتحرك ويكتشف العالم من حوله من خلال الحركة اللعب؟ أم هذان الأبوان الأنانيان اللذان يصران على إرغام الطفل على سلوك ضد ضرورات نموه ونشأته الفيزيولوجية على سلوك ضد ضرورات نموه ونشأته الفيزيولوجية والنفسية ؟
لو أصدرت الأم على وضع اللقمة في فم أبنها البالغ من العمر سنتين مثلاً، وأصر هو على أن يأكل بيده دون حاجة لمساعدة غيره وتمسكت الأم بموقفها خوفاً على ثياب الطفل أو السجاد وأصر الطفل على موقفه تماشياً مع بداية الاعتماد على الذات والنزوح نحو الاستقلالية عن شخصية الأم هذه الغريزة الطبيعية لدي كل طفل بعد شهره الخامس والعشرين، شهر بداية وضع اللبنات الأساسية لشخصية الإنسان واتهمت الأم ابنها بالعناد هذا إذا لم تعاقبه بصفعة أو صحية في وجهة فمن يا تري العنيد حقاً.
هل هو هذا الطفل الذي يخضع لسنن إلهية زرعها الله لنمو الإنسان أم هذه الأم التي تريد أن تقف حجر عثرة أمام هذا النمو الطبيعي ؟!
تخاف الأم على الثياب والأواني ولكنها لا تخاف أن تدمر شخصية خاصة بموقف عناد منها. كم نشكوا من ضعف شخصيات أنبائنا ؟! وكم نشكوا من انطوائيتهم الزائدة عن الحد ؟! وكم نشكوا من فشلهم في مواجهة الناس ؟! وما يخطر على بالنا أننا قد نكون نحن السبب لأننا بموقف خاطئ منا دمرنا شخصيته، وأصبناها بالأحباط وفقدان الثقة في النفس وكنا سبباً في بث هذه المشاكل النفسية لديه.
إذا فشل طفل احتاج إلى التشجيع لينهض ويتجاوز الفشل أما إذا عنف واستهزي به فإنه يصاب بالأحباط وفقدان الثقة بالنفس وقد تستمر هذه العاهات مدى الحياة !