هل من علاج لحالات الفوبيا ؟
موضوع الشكوى : اعانى من الخجل الشديد و الخوف الدائم من كل شئ فهل هو خوف مرضى و ما هو الحل ؟ كما أنى أعاني من خوف من السباحة أو النزول في حمامات السباحة و أشر عندما أنزل إلى الحمام أنى سأغرق و هذا الخوف يلازمني دائما فما هو الحل ؟
المستشار : أ. د. أمل
الحل
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ما تعانين منه هي حالة تسمى بالرهاب أو الفوبيا Phobias :
وقد تضمنت تصنيفات الأمراض النفسية ثلاثة أشكال هي : العضوية ، والعصابية ،
والذهانية . تشمل الأمراض الذهانية والعصابية الاضطرابات الوظيفية التي يعاني
منها المريض بدون توفر سبب عضوي معين لتلك الحالة . تندرج المخاوف التي يطلق
عليها أحيانا بالرهاب بين هذه الاضطرابات .
تعتري الفرد حالات من الخوف الطبيعي الذي يتكون نتيجة لتعرضه إلى مواقف تثير
الخوف لديه ، ويحدث هذا للجميع بين وقت وآخر . تمر تلك الحالات بشكل اعتيادي
ولا تترك أثرا أو لا تسبب حالات مرضية . كما يحدث أحيانا نوع من القلق ممزوج
بشعور معين من الخوف قد يكون شديدا ولكنه لا يستمر طويلا ، ويطلق عليها بنوبات
الهلع أو الفزع . كما يصاب بعض الأفراد بنوع من القلق الذي قد يستمر لفترة
طويلة ، مما يؤثر على سلوكهم . وقد يمهّد الطريق للإصابة بالفوبيا .
تختلف الفوبيا عن الخوف الاعتيادي بأن الخوف في الفوبيا يكون ناتجا عن تطور
الخوف الاعتيادي من حيث الشدة والتطرف بحيث يصبح حالة مرضية . ويكون الخوف
في الفوبيا عادة رمزيا . كما أنه يعبر عن انفعالات مقنّعة ومكبوتة لدى الفرد
كالشعور بالذنب والعار . تكون بعض المخاوف غير معقولة بحيث لا يتمكن الفرد من
تفسيرها . ويستمر خوف الفرد من المواقف بالرغم من أنه يعرف بأنها لا تجلب
الضرر عليه . ولا يستند هذا النوع من الخوف إلى ركائز قوية ، وهي مخاوف غير
منطقية وغير واقعية . ويؤدي هذا الموقف إلى شعور المصاب بالخجل من نفسه ،
والشعور بالوحدة ، وكثيرا ما يشكو من ضعف الثقة بالنفس و تردّي واضمحلال في
الشخصية .
المواقف التي يخاف منها المريض هي ما يأتي :
الخوف من الأماكن المرتفعة والمفتوحة والمغلقة والواسعة والممرات الضيقة
والساحات الفسيحة والأماكن المظلمة .
الخوف من ركوب الطائرة والمصاعد وغيرها .
الخوف من الثعابين والفئران والحشرات والقطط وغيرها .
الخوف من الظواهر الطبيعية كالمطر والفيضان والبرق والرعد والمياه ورؤية
النار وما إلى ذلك .
الخوف من الموت والدم ، ولمس الأشياء ، والقذارة ، والتسمم وغيرها .
قد يخاف المريض من الخروج منفردا ، أو يتوقع حصول حادث مؤلم له إذا خرج بمفرده .
قد يسيطر عليه الخوف من أن يصطدم بسيارة ، أو أن يسقط فاقد الوعي في الطريق ،
أو يخاف من حالات تحدث له أمام الناس ولا يستطيع السيطرة عليها كهستريا البكاء
أو ظهور سلوك غير طبيعي بالنسبة للمجتمع .
كما يسيطر على الفرد أحيانا خوف شديد عند الاتصال الاجتماعي والالتقاء بعدد
من الناس ، مما يؤدي به إلى الارتباك بحيث لا يستطيع التفوه بكلمة ، وإن تحدث
فإنه يرتبك و تظهر عليه علامات ذلك الارتباك كاحمرار الوجه و التعرق والتلعثم .
تدفع تلك الحالات المريض إلى تفادي مثل تلك المواقف بالهروب من الاجتماعات
وتجنب الاحتكاك بالآخرين وبالتالي يؤدي به إلى الانطواء النفسي .
أما الأسباب التي تؤدي إلى الإصابة بالفوبيا فهي كما يأتي :
1 ـ ينتج هذا الخوف عن صراع أو إحباط شديد يسيطر على المريض .
2 ـ ينتج عن حالات معينة تعتري الفرد بحيث لا يستطيع السيطرة عليها .
3 ـ ينتج عن عدم الشعور بالأمان .
4 ـ تحدث حالات الفوبيا بسبب كبت الفرد لما يشعر به .
5 ـ تحدث نتيجة لخبرات الفرد السلبية التي عانى منها في مرحلة من مراحل
الطفولة ، وتكون هناك علاقة لا شعورية بينها و بين الشيء الذي يخافه .
6 ـ تحدث بسبب القلق والاضطراب النفسي .
كيف تتعرف على مظاهر الفوبيا ؟تحدث هناك مظاهر معينة يمكن أن نستدل منها على
أن الفرد مصاب بالفوبيا وهي كما يأتي :
1 ـ الشعور بضيق التنفس وتصبب العرق .
2 ـ الارتجاف ، وسرعة ضربات القلب .
3 ـ برودة الأطراف .
4 ـ الشعور بالدوار الشديد ، وإذا اشتدت تلك الحالات فإنها تؤدي أحيانا إلى
الإغماء.
5 ـ يصعب على الفرد التأقلم مع مواقف الحياة مما يؤدي إلى تعطيله عن الحركة
والنشاط في مختلف النواحي الاجتماعية و العملية والاقتصادية وغيرها .
6 ـ الهروب والابتعاد من المواقف التي تثير لديه تلك الحالات .
العلاج :
يتم العلاج بالشكل التالي :
1 ـ معرفة السبب وذلك بواسطة التحليل النفسي الذي يمكنه أن يستخرج المشاعر
المكبوتة المتعلقة بالموقف الذي يخاف منه الفرد ، والطرق مختلفة في ذلك منها
التنويم المغناطيسي ( التنويم الإيحائي ) ، بقع الحبر ، اختبار T. A. T.
وهذه الاختبارات يستعملها الطبيب النفساني و المختصون بعلم النفس .
2 ـ إعطاء الدواء لتخفيف الحالة بواسطة الطبيب النفساني .
3 ـ الاسترخاء لإزالة القلق والتوتر والاضطراب الذي يعاني منه الفرد. اذكر
باختصار عن عملية الاسترخاء وذلك بالجلوس بمكان مريح مع ارتداء ملابس مريحة
وترديد جمل وكلمات تضفي الراحة على نفس الفرد المتوتر ، أو سماع شيء يعجبه
. على سبيل المثال سماع صوت عبد الباسط عبد الصمد وهو يتلو القرآن . بحيث
تستمر تلك العملية لفترة نصف ساعة أو اكثر وتتم الممارسة يوميا وبوقت معين .
4 ـ التدريب التدريجي لمواجهة الخوف و يتم بإشراف الطبيب أو الأخصائي في
علم النفس الإكلينيكي وقد تأخذ هذه الجلسات أسابيع ، وتستغرق كل جلسة بين
النصف ساعة أو اكثر وتكون أسبوعيا وبشكل منتظم بدون تقطع . فإن شابها التقطع
فإنه يؤدي إلى صعوبة الشفاء .
يتم ذلك بتعريض المريض إلى الموقف الذي يسبب له الخوف بشكل تدريجي . ويكون ذلك
عن طريق مشاهدته فلما يتضمن هذا الموقف ، ثم تعرض له صور عن الموقف ، وينتقل
الى العرض الحقيقي . ينبغي أن يكون المريض بعيدا نوعا ما عن الشيء الذي يخاف
منه ، ثم يقرّب المريض شيئا فشيئا إلى أن يستطيع التعامل بدون خوف ، مع الحرص
بعدم إجبار المريض على ذلك ، و إنما يتم عن طريق الإقناع والترغيب والتشجيع ،
مع كون المريض في موقع آمن .
5 ـ يمكن العلاج بالتنويم الإيحائي .كثيرا ما تستعمل هذه الطريقة مع المرضى
إضافة لما سبق من توصيات .
أما في ما يخص حالتك عزيزتي وهو الخوف من كل شيء . نعم فهو مرض و عليك إتباع ما
مر سابقا من توصيات . و ما يتعلق بالخجل الشديد وخوفك من الماء قد يكون السبب
هو شعورك بأن وزنك ثقيل وهذا ما يقلقك . حاولي أن تخفضي من وزنك قدر الإمكان
والطرق عديدة في ذلك .كما أن مجلة حواء تنشر ما يتعلق بمثل هذه المواضيع
فتابعيها .
أما خوفك من النزول في الماء فقد يكون ناتجا عن مشاهدة حادث ظلّ في اللاوعي
بحيث اصبح يؤثر عليك ، و قد تكونين قد قرأت أو سمعت خبرا يتعلق بالغرق أو
الحوادث التي تتعلق بالسباحة والماء وغيرها من الأخبار .
عليك العمل بما يأتي :
1 ـ حاولي أن تسترجعي ما مرّ بك سابقا إن استطعت .
2 ـ حاولي أن تقللي من وزنك قدر الإمكان . قد يكون عامل الوزن هو الذي أثر عليك
بصورة لا شعورية ، مما جعلك غير راغبة في رؤية الناس لجسمك بهذا الشكل .
2 ـ شاهدي الذين يسبحون عن طريق الأفلام على ألا تتضمن حوادث مؤلمة . واذهبي
إلى شاطئ البحر أو حوض السباحة وشاهدي الناس وهم يسبحون
اقتربي من الماء وضعي رجليك فيه ، ثم سيري تدريجيا في الماء إلى أن يغطي
نصف جسمك ثم اخرجي من الماء . كرري العملية في اليوم الثاني بحيث تكون المسافة
اكثر من سابقتها . وهكذا كلما شعرت باطمئنان انزلي اكثر في الماء ، أما إن
تسرب لك الخوف فاخرجي منه . وهكذا كرري العملية ما شئت إلى أن تجدي نفسك وقد
تسبحين في الماء كالسمكة بدون خوف .
3 ـ قد يكون شعورك بالخوف هو نتيجة تفكيرك بأن الماء قد يسبب لك الغرق ولا
وسيلة للإنقاذ عند طلب النجدة . تسيطر هذه الفكرة عليك و تجعل خوفك يشتد من
الماء .
ومما يزيد الخوف لديك انشغال تفكيرك بعدم وجود منقذ أو طبيب يجري اللازم عند
الغرق أو عدم وجود تجهيزات طبية يمكن استعمالها للإنقاذ . وهذا الشعور يؤدي
إلى القلق والخوف من الماء وغير الماء . عليك السيطرة على تلك الأفكار و اشغلي
نفسك بأشياء أخرى تلهيك عن التفكير بتلك المخاوف .
4 ـ قد يكون أساس المخاوف التي تسيطر عليك هو القلق الحاد والاضطراب والشعور
بعدم الاطمئنان والراحة مما يثير الخوف الشديد من الاقتراب من الماء وغيره من
المواقف التي تخافين منها . فعليك السيطرة على القلق . اقرئي عن ذلك كثيرا .
هناك طرق متعددة للسيطرة على القلق . إن المجال ضيق لذكرها هنا .
5 ـ اقرئي عن الاسترخاء الذي ينشر في أكثر المواقع للشبكة الإلكترونية .
6 ـ استعملي ما جاء في التوصيات السابقة وستكون وسيلة لشفائك بعد مشيئة الله
هو الذي بيده ذلك الشفاء