بسم الله الرحمن الرحيم
يقول مالك بن دينار Sad( إن العبد إذا طلب العلم للعمل كسره علمُهُ ، واذا طلبه لغير ذلك ازداد به فجورا أو فخرا ))
كلمات عظيمة تحتاج إلى تأمل...فإن للعلم طغيان كما أن للمال طغيان, ولا ينجيك من طغيان العلم إلا العبادة كما ذكر ذلك يوسف بن الحسن رحمه الله .
* ماذا تفعل إذا ازددت علما :
يقول أبو قلابه رحمه الله Sad( اذا أحدث اللهُ لك علما فأحدث له عبادة ولا يكن إنما همُّك ان تحدّث به الناس ))
*أنفع المشايخ الذين لقيهم ابن الجوزي ( الذين كسرهم العلم ) نحسبهم كذلك ولا نزكي على الله )
يقول ابن الجوزي رحمه الله : (( لقيت مشايخ أحوالهم مخلتفة يتفاوتون في مقاديرهم في العلم ...وكان أنفعهم لي صحبة العاملُ منهم بعلمه وإن كان غيره أعلم منه))
ويقول(( لقيت عبدالوهاب الأنماطي فكان على قانون السلف لم يُسمع في مجلسه غيبة ولا كان يطلب أجرا على سماع الحديث ، وكنت إذا قرأتُ عليه أحاديث الرقائق ..بكى واتصل بكاؤه ..فكان -وأنا صغير السن حينئذ - يعمل بكاؤه في قلبي ، ويبني قواعد ))
ويقول (( ولقيت أبا منصور الجواليقي ، فكان كثير الصمت ، شديد التحري فيما يقول ، متقنا محققا ، وربما سُأل عن المسألة الظاهرة التي يبادر بجوابها بعض غلمانه ، فيتوقف فيها حتى يتيقن....وكان كثير الصوم والصمت .. فانتفعتُ برؤية هذين الرجلين أكثر من انتفاعي بغيرهما .ففهمتُ من هذه الحالة أن الدليل بالفعل أرشد من الدليل بالقول))
ويقول أيضا (( ورأيت مشايخ كانت لهم خلوات في انبساط ومزاح ، فراحوا عن القلوب وبدد تفريطُهُم ما جمعوا من العلم ، فقلّ الانتفاع بهم في الحياة ..ونُسوا بعد مماتهم ، فلا يكاد أحد أن يلتفت إلى مصنفاته ))ا.هـ
ورحم الله الإمام أحمد عندما ذكر عنده الفضيل بن عياض ..فكأن المتحدث عن الفضيل ذكر أن الفضيل لم يكن له باع في العلم .او كلمة نحوها ...
فأجاب الإمام أحمد بجواب يدل على فقهه ..فقال : وهل يُراد من العلم ..إلا ما وصل إليه الفضيل..!!
((يريد ان الفضيل قد حصلت له ثمرة العلم وان كان قليل العلم )
إذا علينا أن نتفقد أحولنا ..هل كسرنا العلم؟ هل أثر على سلوكنا وتعملنا مع الناس ورب الناس أم لا؟