بسم الله الرحمن الرحيم
البعد عن أي شخص في العالم ليس كالبعد عن الأم
رسالة إلى أمي............................................... ......... شعر: طارق حسين دغيم
في البعدِ لاعيشٌ ولا آمالُ
وهموميَ الحيرى إليكِ تُقالُ
أمّي أموتُ وفي فؤاديَ غصّةٌ
من نارِ بعديَ والجوى قتّالُ
فالقلبُ سافرَ خلفَ طيفِكِ والنّوى
يُضني بهِ والنّازِلاتُ ثِقالُ
والدَّمعُ قد تركَ العيون مهاجراً
بين السحابِ تحايلاً يحتالُ
علَّ الغيومَ إذا رأتْكِ تقاطَرت
ومضتْ دموعِي خلفَها تنهالُ
وعلى ثراكِ قدِ استزادَتْ عِزَّةً
ورنَتْ إليكِ وكلُّها آمالُ
وثوَتْ بحجرِكِ ثمّ ماتَتْْ فوقَه
يا حبّذا موتٌ عليهِ يُنالُ
قولي إذا صادفْتِها يادمعتي
أنّي بحالٍ بئسما الأحوالُ
وإذا رأيتِ عيونَها قولي لها
أنِّي على اللّيلِ الطويلِ عيالُ
وإذا إقتربْتِ فعانقيها واشْربي
منها حناناً مالهُ أقفالُ
وتبتَّلي للهِ عندَ أميرتي
إن الدُّعاءَ بجاهِها لمُنالُ
أمّاهُ كلٌّ قد يهونُ وإنما
عنكِ ابتعادِي أن يهونَ محالُ
أماهُ لا طبٌّ يعالجُ حالتي
فالبعدُ داءٌ في دمايَ عُضالُ
ويداكِ ياأمّاهُ خيرُ مطبِّبٍ
وبهنَّ عنِّي تُرفعُ الأثقالُ
أماهُ يومي قد تغيّرَ لونُهُ
فالشمسُ فيهِ مالها آصالُ
وتوارتِ الأنوارُ في ليلي فلا
نجمٌ يضيءُ ولا هناك هلالُ
أماهُ نورُكِ ما ينوِّر ظلمتي
وبوجهِكِ اللّيلُ الظليمُ يحالُ
والماءُ عُكِّرَ صفوُه في بعدِنا
وكزمزمٍ منْكِ الشرابُ زلالُ
والوقتُ دونَكِ قد تغيّرَ نظمُهُ
ودقائقي إن أسرعَت فطوَالُ
شوقي إليكِ إلى يديكِ تضمُّني
والشوقُ أمسى خافقي يغتالُ
وإلى حكاياتِ المساءِ تداوِني
فلِداءِ عيني لوعةٌ ووبالُ
وإلى الزهورِ أريِجها في بيتنا
وإلى جوارِكِ حيثُما أختالُ
ولحجرِكِ الدافي فلا خوفٌ ولا
همٌّ ولا بردٌ ولا أغلالُ
لعيونِك الملأى حناناً نيرِّاً
هلَّت بدمعٍ أيّما إهلالُ
سقطَتْ عليَّ تضمُّني بحنينِها
يابردَها إذ تُثلَجُ الأوصالُ
لكلامِها لسؤالِها عن حالتِي
وجوابيَ الشَّافي بنعمَ الحالُ
ولصوتها في الفجرِ قُمْ تحيا بها
في ذكرِ ربِّكَ بهجةٌ وجمالُ
لوقوفِها بسحورِها ودعائِها
ياحبّذا التّعظيمُ والإجلالُ
أماهُ عذراً أنْ شكوتُك أدمُعِي
لكنّها أضْنت بيَ الأميالُ
ورضاكِ بعدَ اللهِ لا لا أرتجي
شيئاً سواهُ فإنَّهُ لَنَوالُ
واللهَ أسألُ أنْ يخفِّفَ لوعتي
ويزيدَ صبري والفراقُ يُزالُ
المعتز بالله: طارق حسين دغيم
طرابلس28/4/2008